الحقيقة الكاملة جــريمـــة شمهــــروش


جــريمـــة شمهــــروش. فجأة أصبحت جريمة قتل السائحتين هي حديث الساعة..أينما حليت وارتحلت ستجد الجميع يتحدثون عنها..في الباص وسيارة الأجرة وصالون الحلاقة و المقاهي وغيرها كأن هذه الجريمة هي الأولى من نوعها..نعم العرب هذا هو حالهم عندما يتعلق الأمر بالغرب والأجانب ستجدهم يتحدثون عن الإنسانية..لكن عندما يتعلق الأمر بأبناء الوطن وأبناء جلدتهم لا أحد يعير الأمر انتباها... حسب رأيي الشخصي هذه الجريمة مدبرة..فحدوث جريمة كهذه في هذه الظرفية هو أشبه بدعاية ذات أبعاد أخرى..والجميع يعلم أن الدعاية أخطر من السلاح..والقول بأن هذه الجريمة كانت مصادفة كباقي الجرائم هو أمر مستبعد واحتمال غير وارد مطلقا..فكيف لسائح ما أن يأتي إلى بلد يقع أسفل ترتيب أكدح بلدان العالم الثالث دون مرشد سياحي ودون أمن ؟ يسير في الخلاء الحضري دون خوف في بلد فوضوي ينعدم فيه الأمن أليس هذا غريبا نوعا ما ؟ أم أن هؤلاء السياح ليسو على علم أن هذا البلد يخلو من الأمن ؟ كما نعلم جميعا..السياحة هي جزء من اقتصاد الوطن والمغرب يكرس جهوده لخدمة هذا المجال من لوجستيك وأمن وفنادق وما إلى ذلك..وحسب برنامج السياحة السياح يخضعون للتأطير من طرف القنصليات التابعة لهم داخل البلاد، ويخضعون أيضا للمراقبة المستمرة من طرف أجهزة الإستعمالات العامة ومصالح مراقبة الأجانب من خلال التنسيق مع أجهزة الأمن. سواء الأمن الوطني أو الدرك الملكي من أجل تعقب السياح ومراقبتهم داخل التراب الوطني وحمايتهم..ما يجعلنا نتساءل هنا هل ما حدث فعلا هو صدفة ؟ سائحتان تسيران في الخلاء في بلد ينعدم فيه الأمن ودون مرشد سياحي أليس هذا غريبا ؟ هذه الجريمة مدبرة من طرف أناس مجهولين بدعم من (إكس) لتسهيل العملية على مجموعة من أكباش الفداء كأسلوب جديد من الدعاية الدينية لبث الرعب في القطيع وإلهائهم عن شيء ما ؟ وإذا كان الأمر عكس ذلك فأين أجهزة مراقبة الأجانب وأين المرشدين السياحيين من كل هذا ؟.. خلال مشاهدتي للفيديو تبين أن الجريمة وسيناريو التنفيد محترف جدا..وهو نفس السيناريو الذي تنهجه الخلايا الإرهابية في بلاد الشام وغيرها..ما يعني أن هؤلاء القتلة محترفون.. بداية من طريقة القتل التي استهدف فيها القاتل الوريدين المتواجدين في عنق الضحية لتسهيل العملية وإزالة الرأس بطريقة احترافية ووضعه فوق جثة الهالكة بدم بارد وترديد الجملة التالية"هذا ثأر لإخواننا في هجين"..وكما نعلم جميعا أن هجين هي منطقة احتلها تنظيم داعش في سوريا وهي ساحة للحروب بين التنظيم الارهابي والجيش الديمقراطي..كنت أتساءل لماذا تم اختيار هاتين السائحتين بالتحديد ؟..السبب هو أن الدانمارك والنرويج هم من بين الدول المشاركة في التحالف العسكري الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي بداية من سنة 2014 بقيادة الصانعة الولايات المتحدة الأمريكية...هذه من جهة.. ومن جهة أخرى..أولا: بعد تنفيذ الجريمة قام الجناة بنشر الفيديو مباشرة دون أخد الحيطة والحذر..أليس من المفروض أن يحتفظو بشريط الفيديو إلى أن يغادرو المدينة ؟ ثانيا: القاتل لحظة القبض عليه تبين أنه كان يرتدي نفس اللباس ونفس القبعة التي ظهر بها في الفيديو لحظة تنفيذ الجريمة..أليس من المفروض أن يغير القاتل مظهره بشكل جذري ليبعد الشبهات عنه ؟ ثالثا: يقولون أن أحد الجناة أتلف بطاقة هويته في مكان الجريمة مما سهل تعرف قوات الأمن على الجناة الثلاثة...أليس من المفروض أن يأخد القتلة الحيطة والحذر وعدم ترك أي أثر وأي دليل من شأنه أن يفضح مخططهم ويؤدي بهم ؟ حتى القاتل المبتدئ لن يقترف خطئا غبيا كهذا.. رابعا: القتلة تم القبض عليهم في لحظة واحدة داخل نفس الحافلة وبحوزتهم أداة الجريمة..أليس من المفروض أن يتخلصو من أداة الجريمة ؟ أليس من المفروض أن يفترقو ويرحل كل منهم في سبيله ويلتقو في نقطة (إكس) ؟ ألم يكونو على علم أن كل الحافلات كانت ستخضع للتفتيش للكشف عن مرتكبي الجريمة ؟ كما قلت سابقا هذه الجريمة مدبرة..طريقة القتل محترفة..لكن ماحدث بعد الجريمة هو سيناريو مبتدئ وغير قابل للتصديق..ترك بطاقة الهوية في مكان الجريمة وارتداء نفس اللباس وركوب الحافلة نفسها والاحتفاظ بأداة القتل.. هذه أخطاء واردة وغبية ومناقضة للإحترافية والكاريزما التي شاهدناها في الفيديو، لكنها معتمدة..هذه الأخطاء السخيفة هي جزء من سيناريو الجريمة لأنهم على دراية أننا أغبياء بشكل كافي لنصدق هراء كهذا وهم يعلمون أيضا أننا نصدق كل شيء تروجه الميديا الفاسدة... ما لفت انتباهي هنا هو مدى قدرة هؤلاء على توجيه الرأي العام..الجميع يتحدثون عن قتل السائحتين الدانماركية والنرويجية كأنهم أول من تعرض للإغتصاب والقتل..وقد صادف الأمر تعاطف الجميع مع ضحايا الجريمة لكن إذا نسيتم سأتفضل وأذكركم بجريمة قتل أخرى حدثت سنة 2011 في الأرجنتين وكان ضحيتها السائحة المغربية "حورية المومني" وصديقتها "كاساندرا بوفيي" بعد أن تم اغتصابهن ولا أحد تحدث عنهما... وفي سنة 2014 أقدم مواطن دانماركي على قتل زوجته المغربية وقطع رأسها ولا أحد تحدث عنها أيضا..وهو نفس الشيء الذي حدث مع الطالب المغربي الذي تم تصغيته في أوكرانيا ولا أحد تحدث عنه... هؤلاء مغاربة ومسلمون لقوا حتفهم على يد الغرب لكنكم لم تعيروهم أي اهتمام ولم تدافعو عنهم ولم تحدثو جلبة من أجلهم..لكن عندما يتعلق الأمر بشخص أجنبي لا يهدى لكم بال..ومازاد من سخرية الأمر هم بعض المغاربة الذين قررو أن يتوافدو غدا السبت أمام مقر السفارة الدانماركية والنرويجية ليعبرو عن أسفهم ويقدمو تعازيهم على ما حدث متضامنين مع شعبي الضحيتين...أقول لهؤلاء الخزي والعار عليكم أنتم منافقون وأنتم عار على الإنسانية التي تدافعون عنها..ودعوني أطرح سؤالا؛ أين كنتم عندما كان النظام يقوم بتهجير أبناء الوطن والزج بهم في السجون ؟ أين كنتم عندما كان أبناء الشعب المستضعفون يناشدونكم لتقفو في صفوفهم والتظاهر من أجل حقوقهم ومطالبهم ؟..أين انسانيتكم من اضطهاد السوريين والروهينجا واليمنيين ؟ أين انسانيتكم من اضطهاد أبناء الريف ؟...الجواب هو أن إنسانيتكم التي تدافعون عنها عنصرية بامتياز..أنتم إنسانيون تجاه الغرب والأجانب فقط وليس تجاه أبناء جلدتكم وشعبكم...أنا إنسان وأتأسف على ما حدث للسائحتين لكن هناك الكثير من المغاربة الذين لقو حتفهم ولا أحد تحدث عنهم وهناك الكثير من المسلمين يتعرضون للإضطهاد والتهجير إلى حد الآن ولا أحد تحدث عنهم..لكن عندما يتعلق الأمر بالغرب تبدؤون بالتطبيل كعادتكم..هكذا أنتم لازالت تبعيات الإستعمار تكسو أحشائكم... @الـﺴـــــــﺎﻋــــﺮ

Commentaires